27 - 07 - 2024

كلام والسلام | اللى على راسهم بطحة !

كلام والسلام | اللى على راسهم بطحة !

انقلبت فرنسا رأسا على عقب ؛ بعد مقتل شاب فرنسى من أصل جزائرى من المهاجرين فى الضواحى الفقيرة ؛ على يد شرطى فرنسى!

الى هنا .. والحادث بسيط ويكاد يتكرر كل يوم ؛ ليس فى فرنسا وحدها، بل فى أوروبا كلها وإلى ما وراء المحيط فى أمريكا ذاتها . والأسباب متراكمة ومعروفة منها: الفقر والتهميش وغياب المساواة خاصة مع المهاجرين الذين يقدرعددهم بأكثر من 5 ملايين فى فرنسا وحدها. 

ومنها بالطبع .. نمو التيار الشعبوى والأسلاموفوبيا وتنامى أحزاب اليمين المتطرف والنازيين الجدد ؛ وكلها تدعو على رأس أجندتها لطرد المهاجرين شر طردة!

ولأن تلك الحوادث متكررة ولأنها تخص الغرب وأهله ؛ فإنهم هناك يتصرفون معها بما يتفق مع معتقداتهم عن حقوق الأنسان وحرية الرأى والتظاهر والاعتراض .. ولكن بضوابط.

حتى الذبن يتم القبض عليهم ؛ يتم الإفراج عنهم بعد هدوء الاضطرابات أو انتهائها ؛ لأن حقوقهم هناك تكفل لهم ذلك ؛ ولفترات محددة ، ومن يثبت أنتهاكه لتلك الحقوق؛ يقدم للمحاكمة فورا دون ابطاء. بس خلاص!

ولكن أن يستغل بعض المطبلين والآكلين من على كل الموائد تلك الأحداث ؛ للترويج لغياب الشفافية وعدم أحترام حقوق الإنسان ؛ ودعوات بعض أهل الغرب إلى الضرب بقوة مفرطة على يد المتظاهرين ؛ أو منع وسائل التواصل الأجتماعى .. أو حظرها ولو إلى حين! فذلك الملفت للنظر فعلا ؛ فهم لم يكتفوا بمجرد الدعوة ؛ بل أتبعوها بالتطبيل والتهليل لمصر واحة الأمن والسلام ؛ وأنظروا يا مصريين ماذا يحدث فى الغرب من انتهاكات ؛ وماذا فعل ماكرون وحكومته من قمع المتظاهرين بلا رحمة ؛ وهو الذى تجرأ علينا أكثر من مرة ؛ واتهمنا بانتهاك تلك الحقوق وكبت حرية الرأى و و و ؟

ولأن الحقيقة بحاجة الى شخصين واحد يقولها ؛ والآخر يتحملها! فالحقيقة .. أنه لا وجه للمقارنة ؛ فالمعايير هنا ليست هي هناك .

هنا .. نرى أن حقوق الأنسان هى فى مأكله ومشربه وصحته ؛ وهذا صحيح، ولكن أين له التمتع بتلك الحريات ؛ وهو مكبوت الرأى والفكر وهلم جرا؟

وهناك .. يرون حوق الأنسان حزمة واحدة ؛ فهى صحة وأكل وشرب وحرية رأى ومعتقد ؛ تصل إلى حرية المثليين والإلحاد وهلم جرا .

وللأسف أنت تراهم من منظورك الضيق جدا . وهم يرونك من منظور شامل؛ يجعل صورتك عندهم فى غاية الضآلة !

وتلك هى الحقيقة العارية بلا رتوش .. وللأسف لايوجد كثيرون يقولونها ؛ لأن لا أحد سيتحملها !
----------------------------------
بقلم: خالد حمزة

مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام| الفشل في مصر .. حاجة تانية